الرباط (المغرب)– توصل موقع الصحراوي بمعلومات من مصادر مؤكدة من داخل بعض السجون المغربية أن سلطات الاحتلال المغربي تعمل في سباق مع الساعة من أجل إقناع أو إرغام بعض المعتقلين المغاربة في سجونها سيئة السمعة من أجل فبركة تهمة إرهاب جديدة ضد المعتقل السياسي الصحراوي السابق، محمد الديحاني، المتواجد حاليا بتونس من أجل التطبيب.

وتداولت وسائل التواصل الإجتماعي أنباء مؤكدة عن تعرض المعتقل الصحراوي، يوم أمس الجمعة، للتوقيف لعدة ساعات من قبل الأمن التونسي، الذي يبدو أنه توصل بطلب من نظيره المغربي بتسليمه محمد الديحاني، حيث من المرجح أن تكون سلطات الرباط  قد قدمت معلومات مغلوطة عن المعتقل، وبطبيعة الحال ستحاول إلصاق تهمة الإرهاب به من جديد.

وبالرغم من توفر المعتقل السياسي الصحراوي السابق على جميع الأدلة والوثائق التي تثبت زيف الاتهامات المغربية، وبالرغم من أنه يحظى بدعم معتبر من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية والتونسية، إلا أن المخابرات المغربية لن تتوانى عن أي شيء من أجل اعتقاله بسبب الشهادات الدامغة التي سجلها ونشرها على اليوتوب خلال فترة الحجر الصحي، والتي فضح فيها تورط نظام الرباط ومخابراته في صناعة الإرهاب على المستوى المحلي والدولي.

بل إن بعض هذه المصادر المغربية لا تستبعد أن تحاول المخابرات المغربية التهور والإقدام على أي محاولة لاغتيال هذا الصوت الذي فضح جرائمها، رغم أنه بالتأكيد مطروح حاليا تحت المراقبة اللصيقة من قبل الأمن التونسي بعد اتصالهم به؛ وبالتالي، يمكن القول أن أي مكروه قد يقع لهذا الشاب الآن في تونس ستكون مخابرات محمد السادس المسؤول الأول والأكيد عنه.

الديحاني حكى قصته بالتفاصيل، ووصف بدقة أساليب التعذيب اللا إنساني الذي تعرض له في معتقل تمارة سيء الذكر، حيث أكد أن هذا المعتقل هو في الحقيقة مصنع تقوم المخابرات المغربية فيه بممارسة أنواع من التعذيب النفسي والجسدي الوحشي لغسل دماغ مئات المعتقلين، وإرغامهم تحت التعذيب والتهديد والإبتزاز على الإعلان أنهم إرهابيون.

وأكد الديحاني في شهاداته أيضا أن جميع الخلايا الإرهابية التي يروج نظام المخزن بأنه يفككها بين الفينة والأخرى هي مجرد خلايا مفبركة ما أنزل الله بها من سلطان، أعضاؤها هم من هؤلاء الضحايا الذين يرغمون تحت التعذيب على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أصلا ويتم استغلالهم إعلاميا من قبل المخزن لابتزاز بعض الدول بعينها، خاصة الأوروبية منها.

وفي هذا السياق كشف الديحاني في شهاداته المعلومات التي توصل بها من مجموعة من هؤلاء الضحايا الذين قدمهم المغرب للعالم كأعضاء في شبكات إرهابية، مثل ما أطلق عليه أسماء، “خلية أمغالا”، و”خلية المرابطون الجدد”، و”خلية الأندلس”، وغيرها من الخلايا الكاذبة التي يقبع أعضاؤها المزعومون في سجون المغرب لفترات طويلة تصل إلى المؤبد مما يضمن عدم كشفهم زيف هذه الاتهامات.

من جهة أخرى، أشار الديحاني إلى شهادات بعض المعتقلين الذين قابلهم في السجون، والذين أكدوا له أن المخابرات المغربية كانت ترغم العشرات والمئات من الشباب المغربي، تحت التعذيب المهول، على السفر عبر تركيا إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد الدولة السورية منذ بداية الأزمة بهذا البلد العربي، ومن يتجرأ منهم على الرفض يتم الزج به في ملفات إرهاب في بعض هذه الخلايا والحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة أو بالمؤبد.

من جهة أخرى فضح الديحاني تورط مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى في الإشراف بشكل شخصي على تعذيب بعض السجناء، حيث أكد أنه هو شخصيا قد استجوب أو التقى في سجن تمارة المغربي بكل من عبد اللطيف الحموشي، رئيس الاستخبارات المغربية، ونائبه آنذاك عبد الحق الخيام، والجنرال البناني، الذي كان قائدا لمنطقة الجنوب في الجيش المغربي.

كما أكد تورط سياسيين مغاربة أيضا في حضور جلسات تعذيب بعض المساجين، خاصة المتهمين منهم بقضايا المخدرات، حيث ثبت له من شهادات أباطرة مخدرات قابلهم في السجون بأن المسؤولين المغاربة يشرفون بشكل مباشر على تجارة وترويج المخدرات في شبكات الإجرام الدولية، وبأوامر مباشرة من المحيط المقرب من الملك، مثل إلياس العمري، الذي كان رئيسا لحزب صديق الملك، عالي الهمة.

ولقد كان متابعو محمد الديحاني ينتظرون يوم أمس أن يتحدث عن ما يعرفه عن تورط رئيس المخابرات المغربي، عبد اللطيف الحموشي، في ممارسة التعذيب، وفي عدد من ملفات صناعة الإرهاب وخلاياه، وفجأة حصلت هذه الحادثة التي لم تكن بالحسبان.

وقد أطلق الأمن التونسي محمد الديحاني البارحة بعد ساعات، ونحن جميعا ننتظر ونتابع عن كثب ومن جميع بقاع العالم، حيث وصل صوته ما سيحصل معه، وكيف ستتصرف الدولة التونسية التي تقف الآن في مفترق طريق واضحة المعالم، طريق احترام حرية الرأي، والمعلومة، وحماية حقوق الإنسان، ونبذ التعذيب والترهيب، وبالتالي احترام حق هذا الضحية في الحياة والكرامة والسلامة الجسدية والنفسية، أو طريق الخضوع للضغط المغربي علما أننا ندرك جميعا بأن أيادي نظام المخزن ملطخة بدماء الشعبين المغربي والصحراوي، وتاريخه الأسود معروف فيما يخص تزوير الحقائق، وتعذيب المعارضين، وقتل الشرفاء خارج القانون.

وسيتابع موقع الصحراوي هذا الموضوع عن كثب خلال الأيام والأشهر القادمة، وسيفتح قنوات اتصال مع عدد من الجهات الحقوقية، والإعلامية تحسبا لأي تطورات.

مواضيع من نفس الفئة

وزارة الشؤون الاجتماعية الصحراوية تنظم ندوة حول التحديات الذاتية أمام مشاركة المرأة ...

6 يوليو / تموز 2024

الرئيس الصحراوي يهنئ رئيس الوزراء البريطاني الجديد

6 يوليو / تموز 2024

وزير الخارجية الصحراوي يشارك في الندوة الدولية حول المناخ بالكونغو

6 يوليو / تموز 2024

الرئيس الصحراوي يهنئ نظيره الفنزويلي بمناسبة الذكرى الـ213 لاستقلال بلاده

6 يوليو / تموز 2024